اخلاق المسلمين

تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

هل يعلم الانسان انه بدون اخلاق؟

الاخلاق شيء نسبي وهي متغيرة مع الزمن ومع تبدل مفاهيمنا لكل ما يدور حولنا، فعلى سبيل المثال، اخلاق اليوم تختلف عن اخلاق الامس، ففي الماضي كان اضطهاد المرأة واغتصاب حقوقها يعتبر من مكارم الاخلاق، اما اليوم فهو عكس ذلك. في الماضي كان استغلال العبيد والاماء وسلب حقوقهم واضطهادهم اخلاقا لا شائبة فيها، اما الان فهو جريمة نكراء، وهكذا..

لكن المسلمين لا يعترفون بهذا، ويصرون على ان الاخلاق ثابتة، وان ما جاء به دينهم من اخلاق قبل اكثر من 1400 سنة، هو الحق وغيره باطل، لهذا تجدهم يسبحون ضد التيار ويتخلفون يوما بعد يوم عن ركب الامم.

ومع هذا فحتى الاخلاق التي هي مقياسهم ويعترفون بانها هي الحق، لا يلتزمون بها، فهم يعترفون بها عندما تكون في صالحهم وينكروها عندما لا تكون في صالحهم، وهم بهذا يخالفون حتى تعاليم قرآنهم، في خرق واضح للاية 3 من سورة الصف ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)، لنتابع معا بعض الامثلة وازدواجيتها عند المسلمين:

يقول المسلمون ان الغرب قام بسرقة حضارتنا، فكل العلوم التي وصلت الى الغرب هي علوم المسلمين، ولكنهم في الوقت نفسه لا يعترفون بفضل الحضارات السابقة عليهم، من امثال اليونانية والفارسية والاذربيجانية والهندية وغيرها.

برغم اعتراف المسلمين بان اليهودية والنصرانية هي اديان سماوية من عند الله، الا انهم ينكرون انها صحيحة وان اصحابها يمكن ان يدخلوا الجنة، وبهذا ينقلون ازدواجيتهم الى ربهم الذي يؤمنون به والذي هو رب الناس جميعا كما يدعون.

رغم اعترافهم بان التوراة والانجيل والزبور هي كتب سماوية مثلها مثل القرآن، الا انهم يقولون ان الله استطاع ان يحفظ القرآن دون غيره، فباي منطق يكون الله قادرا على حفظ القرآن وغير قادر على حفظ غيره من كتبه؟

يغضبون ويتعصبون حين تمنع احدى دول الغرب نساءهم من ارتداء الحجاب ويعتبرون هذا التصرف قمة العنصرية، ولكنهم في الوقت نفسه يفرضون الحجاب على كل اجنبية سافرة تدخل بلادهم، كما يحدث في السعودية وايران وغيرها من بلادهم.

يثورون ويغضبون ويحرقون الاعلام ويسبون الشعوب ويهتفون بسقوط الدول، عندما يقتل احد المسلمين في بلاد الغرب، في الوقت ذاته يسكتون عن قتل مئات المدنيين الغربيين باعمال ارهابية في بلادهم او بلاد غيرهم.

يثورون ويغضبون ويحرقون الاعلام ويسبون الشعوب ويهتفون بسقوط الدول، عندما يتعرض الغرب لمقدساتهم واديانهم، ولا يشعرون بذلك عندما يستهينون بجميع الاديان والمقدسات المخالفة لدينهم ويعتبرون ان اصحابها كفارا وهم الوحيدون المؤمنون.

يتباكون ويصرخون وينددون عندما تحتل بلدانهم من قبل الاخرين ويعتبرون ان ما تقوم به الدول المحتلة عدوانا آثما، ويسكتون عن عدوانهم واجتياحهم للبلدان من المشرق الى المغرب ويدعون بان ما قاموا به فتوحا وما يفعله الاخرون احتلالا وعدوانا.

يتباكى المسلمون كل يوم تاريخهم وتراثهم وحضارتهم التي دمرها النتن هولاكو التتاري المجرم الهمجي، عندما احرق مكتبات بغداد ورمى الكتب في نهر دجلة الذي اصبح ازرق من الحبر، ولكنهم في الوقت ذاته لا يشعرون بادنى خجل عندما يعلمون ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب قام بعمل مماثل تماما ان لم يكن اسوأ، فقد امر سيادته باحراق كافة الكتب التي تتعارض مع القرآن لاي بلد يتم غزوه ـ فتحه ـ اسلاميا كما حدث في العراق وبلاد الشام ومصر باعتبارها كتب لا فائدة منها! وهذه الكتب كانت تمثل جزء من التاريخ وحلقة مهمة من حلقات التطور الحضاري وجهدا وسعيا لمبدعين لا يمكن تعويضه، وهذا ما يفسر انقطاعنا عن الحضارات القديمة الراقية التي كانت سائدة قبل الاسلام.

هذا جزء بسيط .. اتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت.

دمتم لعقلكم وصوابكم.

ميرسي